روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | القوامة.. خصائص الجنسين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > القوامة.. خصائص الجنسين


  القوامة.. خصائص الجنسين
     عدد مرات المشاهدة: 3323        عدد مرات الإرسال: 0

يلهث الباحثون عن الحريات الزائفة وراء شعارات جوفاء كثيرة ومنها مطالبتهم بمساواة المرأة بالرجل.

وهذا أمـر ترفضـه الطبيعـة وذلك لأن لكل منهمـا مواصفـات فيزيولوجية خــاصة بـه لا يمكن تكييفها لتصبح متساوية وإنما هما جسدان متكاملان يكمل كل منهما الآخر.

وعليه فإنه لا يمكن وضعهما في قالب واحد مهما حاولوا تكييفه وتحجيمه.

وتدعي بعض النسـاء المعنيـات بهذا الأمر أنهن يجـاهدن من أجـل الحصول على المسـاواة بيـن الرجل والمرأة والعمل على استعادة حقوقهن المسلوبة.

كمـا يدعين ومن تلك الحقوق حق قوامـة الرجل على المرأة متناسيات أن قوامة الرجل على المرأة مسؤوليـة ملقـاة على عـاتقه وعبء ثقيـل وليست امتيـازا.

يقول الله عز وجل: {الرجـال قوامـون على النسـاء بما فضـل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...}

والمقصود ـ والله أعلم ـ أن الرجـال قــائمون على أمر النسـاء بسبب الإنفاق والتوجيه، وهما واجبان على الزوج لزوجته، كما يقوم الولي على شئـون العـائلة.

والتفضيل للرجل لكمـال العقل وحسـن التدبير ورزانة الـرأي ومـزيد من القوة الجسدية والتحمل والمواجهة، لذلك خـص الرجـال بالرسـالات والإمـامة والولاية والجهـاد ونحو ذلك.

ونظير ذلك فـإن المهر يجب على الرجـل مراعـاة للحكمـة الإلـهية في تكـوين الجسم وقـدرته – غـالبا - على الكسب ومهارته في معرفة دروب العيش.

والنفقة والمهر جزء منها، وهـو حق خالص للمرأة لا يشاركها فيه أحد من أوليائها، فلها البيع والهبة والتصرف فيه وفي كل مـا تمتلكـه بما تشـاء.

ولا بد من أن لكل جماعة رئيسا لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا كنتم ثلاثـة فـأمـروا أحـدكم" فمـن يـا ترى يتولى أمر الأسرة ومسؤولياتها في حال المساواة؟

هل المرأة أم الرجل أم أحد الأولاد؟

فلا بد أن يكون هناك رئيس يقوم على أمرهـا، وأي عـاقل في الدنيـا يقول بـأن الرجـل هو قـائـم الأسرة وزعيمهـا.

وعليه تعتمد بعـد اعتمـادهـا على الله جـل وعـلا، وإذا كانت المرأة تعمل فليس معنى هذا إلغاء القوامة، لأنها في حاجة إلى رجل يحميها ويدبر شئونهـا>

ولا يجب عليهـا الإنفـاق لأنه على الرجل، فإن أعطـت شيئـا من مـالهـا فيعتبر تبرعــا، وهي غنيـة بغنـى زوجهـا.

وليس العكس، لأن نفقتهـا عليه، فلا تجوز الزكاة لها، ولكن يجوز الزكاة من الزوجة الغنية إلى زوجها الفقير، لأن النفقة لا تجب عليها نحوه، لـهذه الأسبـاب، وغيرهـا كثير، كـانت القوامـة أي القيـادة للرجل.

والمخلصون من الرجال والنسـاء يعلمـون علم اليقين أن المساواة لا تكون في كل شيء من أمور الحيـاة ويعلمون أن مـا فطر الله عليـه الخلق أن تكون المرأة تـابعة للرجـل ملتصقـة به للبحث عن السكـن والأمـان والراحـة النفسية.

وأي شذوذ عن الفطـرة قـد يقلب المـوازيـن رأسـا علـى عقـب ويجلب الفوضى وينشر الفساد في الأرض، والمرأة دائما في وجدان الرجل ونصفـه الذي ينشـأ وينمو في أحضانه طفلًا رضيعا يستقي العطف والحنـان من أمـه.

ويذوق في أحضـانهـا رحيق الأمومة ودفئها الفياض، وهي نصفه الذي يسعى لصـداقته والارتماء في أحضانه، يبثه حزنه وشكواه، وهي نصفه الذي يسعى إليـه زوجـة يبحث عنهـا في زحـام الأيـام وبين ركـام الحيـاة لتعينه في مشوار الحياة.

((في كل مراحـل الحيـاة تحفر المـرأة وجودهـا في كيان الرجل وتثبته إثباتا دونما اختيار)) وغير منصف وعادل من يدّعي غير ذلك.

وللمرأة حقوق وعليها واجبات شرعها الشارع وألزم بها الرجل لكي يستحق شرف القوامة، ومن أهم حقوق المرأة على زوجها ما يلي:

• الوصية بالنساء خيرًا امتثالًا لقول الله تعـالى {وعاشروهن بالمعروف} وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة".

• إعطاؤها حقوقها وعدم بخسها فعن معـاوية بن حيدة رضي الله عنه قـال: قلت: يـا رسول الله ماحق زوجة أحدنا عليه؟ قال عليه الصلاة والسلام "أن يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر إلا في البيت".

• تعليمها العلم الشرعي وما تحتاج إليه من أمـور العبادات وحثها وتشجيعها على ذلك.

• معاملتها المعاملة الحسنة والمحافظة على شعورها وتطييب خاطرها قال تعالى:{وعاشروهن بالمعروف}.

• المحافظة عليها من الفساد ومن مواطن الشبه وإظهار الغيرة عليها.

• إعفافها وتلبية حاجاتها فإن ذلك يحفظها ويغنيها عن التطلع إلى الغير والحرص على إشبـاع حاجاتها العاطفية بالكلمة الطيبة والثناء الحميد واقتطاع شيء من الوقت لها.

• التأسي بخير الأزواج في مؤانسة الزوجة وحسن العشرة وإدخال السرور على قلبها.

• تحمل أذاها والصبر عليها.

• المحافظة على مالها وعدم التعرض له إلا بإذنها.

وعلى أولائك الرافعـين الشعـارات الجوفـاء أن يتقـوا الله ولا يثيـروا التشكـك في أمـر تـأمر بـه الأديان، ويقره العقلاء.

وفـوق هذا أمـر الإسـلام بحسن معـاملة المرأة حيث قال صلى الله عليـه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال" وقال عليه الصلاة والسـلام: "استوصوا بالنسـاء خيرا".

وقـال أيضا "مـا أكرمهن إلا كـريم ومـا أهـانهـن إلا لئيـم" نقـول لهؤلاء هـل تكـون الأسـرة بدون قـائد يوجهها لأن المرأة أصبحت تخرج من بيتها للعمل كالرجل ولا فرق بينهما؟

وهل خروجها للعمل يكفي لإلغاء دورها كامرأة؟

وتلخيصا لما جاء أعلاه من أن القوامة حق للمرأة على الرجـل يجب أن تطـالب هي به لا أن تبحث عن إعفاء الرجل منه.

ومن تخرج عن تلك الجادة (القـاعدة) تشذ وتكـون كعربة قطار جنحت عن القضبان فسيكون مصيرها الضياع بلا شك وقد تتـأثر بخروجهـا عن القـاعدة وتضر نفسهـا وغيرها.

والحرب من أجل انتزاع القوامة من الرجل حرب نهايتها محتومة وهي خسـارة المرأة فيها بلا منازع.

واسمحوا لي أن أهمس في أذن كل رجل وأذكره بقول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: "رفقا بالقوارير".

الكاتب: أ. د. محمد حمد خليص الحربي

المصدر: موقع آسية